الطّاقة نفسها مُحايدة، لن تقول لك ماذا يجب أن تفعل بها ؟!
أنت من يجب أن يقرّر ..!
إنّه سرُّ الخيمياء الدّاخليّة .
تحويل النّار إلى نور ،،
الفحم إلى ماس ،،
وأسوء العناصر إلى ذهب !
إسم الخيمياء “خيم” هو إسم مصر في العصور القديمة.
ومعناه إسم مصر السريّ .
كلّ المصريّين القدماء كانوا منغمسين في خيمياء التّحوّل الدّاخلي؛ ولكن كان عليهم الاختباء وخلق رموز باطنيّة وسريّة تفادياً للخطر .
هل تعتقد أنّهم كانوا مهتمّين حقّاً بتحويل المعادن الدّنيا إلى معادن أعلى ..؟!
لقد كانت مجرّد رموز !
أحدُ الباحثين عن الحقيقة، أتى في أحد الأيّام إلى حكيمٍ هنديٍّ، قديماً وقال :
أتيتُ لأَهبَ نفسي إليك، إقبلني .
سأله الحكيمُ :
ماذا تقدّم ..؟!
جسدَك ؟!
ستطالبُ به الأرض !
ماذا تَهبني، قُلْ لي بالضّبط ؟
كان الرّجلُ مُحتاراً ..!
أقدّمُ لك كلّ ما لديّ .
سأله الحكيمُ :
وماذا لديك ؟
هل أفكارُك خاصّةً بك ؟!
هي تنتمي إلى المجتمع ..!
عقلَك ينتمي إلى المجتمع؛
جسدُك ينتمي إلى الأرض، إلى السّماء، إلى الماء، إلى النّار؛ وأشياءَ كثيرةً…!
ماذا لديك لتقدّمَه لي ؟
لم يَستطِع الرّجلُ أن يُجيب، لأنّه ليس لديه شيءٌ آخر .
لم يَستطِع أن يُفكّرَ في أيّ شيءٍ آخر؛ فقال له الحكيمُ :
لا تقدّم الآن؛ اكتشِفْ أوّلاً ما أنت عليه، وبمجرّدِ العثورِ عليه، فلن تعودَ بحاجةٍ أن تعرِضَ شيئاً، لأنّك قد قدّمت بالفعل .
لقد وجدتَ التوازن