0
Please log in or register to do it.

‎ الـعـالـم الـمـادي

كل العوالم صدرت عن الإله، دون تمييز. لكن كهنة اللاهوت اعتبروا العالم المادي موطنا للخطيئة، وهكذا حرموه من ألوهيته. الحقيقة نقيضة لذلك، فإذا ما أردنا تصنيف أي من عوالم الإنسان (المادي، العاطفي، الفكري) على أنه أفضل من البقية، فإن العالم المادي يعتبر الاسمى بينها.

في العالم المادي فقط يمكن أن نكتسب كل الصفات والقدرات الضرورية للتطور الأعلى، ونُفعّل كل أنواع الوعي المختلفة لدينا، ونصير في نهاية المطاف نفوسا سببية، تتمتع بوعي موضوعي معصوم في عوالم البشر. كما أننا نستطيع اكتساب معرفة حقيقية عن الوجود، والتحرر من أوهام العالم العاطفي وخرافات العالم الفكري. في الجسد العضوي فقط يمكننا السعي للاتصال بملاكنا المرشد، والتأثر بإلهامه.

رحلاتنا في العالمين العاطفي والفكري، بين التجسدات، هي فترات راحة لا نتعلم خلالها أي جديد ولا نكتسب القدرات الضرورية. فالإنسان لا يستطيع أن يٌميّز الوهمي من الحقيقي في هذين العالمين. لذلك يُنصح العرفاني بالسعي للحصول على تجسد جديد في أسرع وقت ممكن. في هذه المراحل الوسيطة نقوم بتحليل تجاربنا الأرضية، ونشتغل على أنظمة الجهل الخيالية التي يعتبرها رجال الدين، الفلاسفة، والعلماء إدراكات صحيحة للحقيقة والواقع، والتي تسرّبت الى وعينا بجهودهم.

في تجسداتنا الجديدة سنحظى بفرص لتعلم أنظمة خرافية جديدة، إلى أن ندرك أن ادعاءات البشر عن حل معضلات الوجود لا أساس لها من الصحة. عندئذ سنكون قد اكتسبنا قدرة فكرية تؤهلنا للاقتناع بتفوق عرفانية لورنسي، بوصفها قاعدة منطقية ننطلق منها لكشف حقيقة العالم والحياة.

كل العوالم خُلقت للمساعدة في عملية تطور الوعي. إنها ضرورية ولذلك فهي إلهية. اعتبار العوالم الدنيا شريرة خطأ كبير. والحقيقة أن الجهلة لا يُحسنون استغلال الفرص المتوفرة في هذه العوالم. إن سقوط العالمين المادي والعاطفي في يد محفل الظلام لا يدل على أن هذين العالمين غير لائقين، لكنه يدل على أن كل شيء يمكن إفساده بسبب تعطش البشر للسلطة والهيمنة.

عندما سيكون البشر، في المستقبل، قادرين على فهم وتطبيق العرفانية، ستخدم هذه العوالم الدنيا خطة التطور بطريقة أفضل مما كان يحصل حتى الآن، وهكذا ستثبت هذه العوالم ألوهيتها. فمن خلال الاستخدام الصحيح للفرص المتاحة ستختفي المعاناة. عندئذ ستكون الحياة العضوية قد أدت غرضها، وسيختفي الجسد العضوي ويبقى الجسد الأثيري، وهذا الأخير سيكون مستقلا عن كل العوامل التي تسبب المعاناة والمشاكل. فالبشر كانوا اثيريين في الماضي السحيق، مما يعني ان أدنى جسد لهم هو الاثيري، وسيصبحون اثيريين في المستقبل البعيد.

العوالم الدنيا، المادي والعاطفي والفكري، حقيقية وليست وهمية. ورغم ان هذا الامر يبدو بديهي وواقعي إلا ان فلسفة اليوغا والمتصوفة لا يؤمنون به.

من دون الواقع المادي الخارجي لا يستطيع الإنسان مطلقا اكتساب الإدراك السليم، وذلك لأن الواقع المادي هو الذي يضع حدودا على مبالغات المخيلة. إن الوعي بطبيعته ذاتي، لكنه يصبح موضوعيا عندما يركز على العالم الخارجي ويحاول أن يدرك الأشياء فيه.

الجسد العضوي مهم لأنه جسد الالم والامراض والمعاناة. لذلك فهو جسد الكارما. من دون الجسد العضوي لن يستنفد الانسان الكارما الخاصة به، ويتحرر منها، وهذا يعني انه لن يتطور ولن يتحرر. فالمعاناة هي التي تدفع البشر الى طريق التحرر الروحي.

تفكير الشخص النرجسي مع الدكتور الروحاني محمد علي عبد الله
تحسين الذات مع الدكتور الروحاني محمد علي عبد الله
تابع قناتي على اليوتيوب الدكتور المعالج محمد علي عبدالله

Reactions

0
0
0
0
0
0
Already reacted for this post.

Reactions

Nobody liked ?

Your email address will not be published. Required fields are marked *

GIF