0
Please log in or register to do it.

 

ما هو الإيجو؟ وما هو الفرق بينه وبين الأنا الحقيقية؟ وكيف نتخلص من الايجو

سنناقش في هذا المقال الغني فكرة “الإيجو” (EGO)، وماهيته، وألمه، والفارق بينه وبين الأنا الحقيقيَّة، وكيف نتخلَّص من الإيجو 

ما الفارق بين “الأنا” و”الإيجو”؟

تعني لفظة “الأنا”: الذات الحقيقية، في حين يعني “الإيجو”: الذات الزائفة؛ فعندما أقول: “أنا المهندس فلان الفلان، أنا من آل كذا، بيتي في المكان الفلاني ومساحته كذا”، تُعبِّر هذه الجمل عن الإيجو.

 

فإن كنتَ ترى نفسكَ أنَّك: اسمك، وجنسك، وجنسيتك، وبيتك الفخم، وسيارتك الفارهة؛ فأنتَ لديك “إيجو”، أي صورة زائفة عن ذاتك الحقيقية. وإن كنتَ راغباً بمعرفة “ذاتك الحقيقية”، فتخيَّل نفسك “ميِّتاً”، حيث أنَّ الشخص الذي سيقابل اللّه هو “أنتَ الحقيقي”، وعندها لن يكون هناك مكانٌ لممتلكاتك، أو شهاداتك العلمية، أو مظهرك الخارجي.

هل يتألَّم مَن لديه “إيجو”؟

دعونا نُناقِش بدايةً منشأ “الإيجو”؛ حيث تُعدُّ التربية مِن أقوى الوسائل المُساهِمة في نشوئه، فعندما يقول الأب لابنه: “لا تفعل كذا، وإلَّا فإنَّ الناس سيقولون عنك كذا”، وتقول الأم لابنتها: “ارتدِ هذا الزِّي، وعندها ستنالين إعجاب الآخرين”، فإنَّهم يُحوِّلون أطفالهم بطريقة التربية هذه إلى أَسْرَى لنظرة المجتمع، وعبيدٍ لاهثين إلى إرضاء الآخرين؛ ممَّا يُبعِدهم عن ذاتهم الحقيقيَّة وعمَّا يحبِّون فعلاً. كما تُعدُّ وسائل الإعلام، بما فيها من ترويجٍ للأمور الشكلية، واهتمامٍ بالقشور على حساب الجوهر؛ وكلاً من البيئة المحيطة والتجارب الحياتيَّة للإنسان – أسباباً أساسيَّةً لنشوء الإيجو.

يجذب مَن لديه “إيجو” عكس ما يريد إلى حياته، وتطغى السلبية على حياته، ويبتعد عنه كلُّ أمرٍ يريده. فيتبنَّى مَن يعيش الإيجو ثقافة “الأخذ” من الآخر، أي أنَّه لا يُعطِي بدون مقابل؛ وتراه دائماً في حالة انتظارٍ للفائدة المرجوَّة من الآخر. كما يتعلَّق مَن يعيش الإيجو بالأشياء بصورةٍ مَرَضِيّة، مُعتقداً أنَّ سعادته تكمن في حصوله على شيءٍ ما، أي أنَّه يجد نفسه أنَّه سيصل إلى ذاته من خلال هذا الشيء؛ ممَّا يسبِّب له حالةً من الألم والانتظار والتوتر والرفض.

يكون الشخص الذي يعيش الإيجو إنساناً عصبيَّاً وقليلَ الصبر، فإن انتقده شخصٌ ما أو وجَّه إليه كلمةً سلبيَّة، فسيثور غضبه وينفعل ويضطرب نفسياً. في حين أنّه لو عَرِفَ “صورته الحقيقيَّة”، وأنَّ ما يهمُّ هو صورته أمام اللّه وليس أمام الناس، وأنَّ لدى كلِّ شخصٍ من البشر وجهة نظرٍ خاصة؛ فعندها لن ينفعل ولن يثور، وسيبقى هادئاً مُطمئنّاً.

سيتألَّم الأب الذي لديه “إيجو” ومُتعلِّقٌ بابنه كثيراً بطريقةٍ مَرَضيَّةٍ لدرجة أنَّه يريده بجانبه طوال الوقت، إن أصاب ولده مكروه؛ وعوضاً عن ذلك، لو أنَّه وعى أنَّه وابنه عبادٌ للّه، وأنَّهما كلاهما في اختبار الحياة، لكن بأدوارٍ مختلفة؛ عندها سيخفُّ كثيراً التعلُّق المرضي، وسيعي فكرة أنَّ ابنه ليس ملكاً له، بل هو زميله في الاختبار.

ستتألَّم الأم التي تعاني من “الإيجو” من تصرُّفات ابنها الطفولية، فهي تريده أن يتصرَّف كالبالغين، غير مُدرِكةٍ أنَّ الإنسان الواعي هو مَن يحتوي الآخر ويُحسِن التعامل مع كلِّ مستوىً من الوعي البشري، فاللّه له حكمته في جعل الإنسان يتطوَّر من خلال مراحل عدَّة من الطفولة إلى المراهقة، ثمّ البلوغ والرُّشد؛ وذلك بمثابة إشارةٍ إلى أنَّ كلَّ شيءٍ يأتي بالتراكم والصبر والتأني والتجربة.

مَن لديها “إيجو” وتريد أن تخسر وزناً من أجل الحصول على رضا الآخرين، عندها ستبقى في حالةٍ من الضِّيق النفسي والتوتر، إلى أن تصل إلى النتيجة المرجوَّة، أي أنَّها أصبحت عبيدة “الميزان”، فهو الذي يسعدها، وهو الذي يُحزِنها، وتُوقِف أي عملٍ لها ريثما تخسر وزنها؛ لأنّها رافضةٌ لجسدها. في المقابل، تقوم الإنسانة التي لديها “الأنا الحقيقية”، والتي تحبُّ نفسها في جميع حالاتها؛ بالالتحاق بنادٍ رياضي وتخسر وزنها، وهي تعيش مشاعر إيجابية، بالتوازي مع قيامها بكلِّ شيءٍ مفيد، فهي لا تجد حرجاً من تقديم برنامجها التلفزيوني حتَّى إن كان لديها وزنٌ زائد، فهي أنفقت الخير والإيجابيَّة والقوَّة، وواثقةٌ أنَّ اللّه سيُرجِع لها أموراً إيجابيةً بمقدار ما أنفقت.

العالِم الذي يعيش “الإيجو” يتباهى بعلمه، ويستخدمه من أجل انتقاد الآخرين والاستهزاء بقدراتهم والتشكيك في معلوماتهم، مُشهِّراً بأسمائهم. وبالمقابل، إنَّ العالم الذي يعيش “الأنا الحقيقيَّة”، ويعلم أنَّ العِلْمَ بحر، وأنَّه مهما تعلَّم فسيبقى طالب علمٍ؛ سيتعامل مع الآخرين برحابة صدرٍ وهدوء، وسيكون مرناً مع جميع مستويات الوعي، ومُستمِعاً جيداً، ولن يستهزأ بأفكار الآخرين، بل على العكس سيأخذها في عين الاعتبار لعلَّها تُضِيف إلى علمه وثقافته. سيعيش العالِم الأول في حروبٍ واضطراباتٍ وسلبيةٍ مطلقة، في حين سينعم العالِمُ الثاني بالهدوء والسكينة والطُّمأنينة.

العاشق الذي يحيا بالإيجو، عاشقٌ يحبُّ نفسه فقط، فتراه يُقيِّد الطرف الآخر، ويُشكِّك فيه، ويغار عليه غيرةً عمياء تحت شعار “الحب”؛ في حين أنَّ الحب الحقيقي يكمن في منح الطرف الآخر الحريَّة والثِّقة المُطلقة. اسأل نفسك: “هل تحب الطرف الآخر إرضاءً لرغبتك في الحب ولإشباع غرورك ولاختبار المُتعة والمرح؟ أم أنَّك ترى في الطرف الآخر شراكةً حقيقيةً وتقاطعاتٍ فكريَّةً وروحيًّة؟”.

طاقة الإيجو طاقةٌ مُدمِّرة للشخص، اسأل نفسك دوماً: “مَن أنا؟ هل أنا جسمي وشكلي الخارجي؟ هل أنا علمي وشهاداتي؟” عندها تصل إلى الأنا الحقيقية، وحينها ستكون في أعلى اتصالٍ مع اللّه. خُذ نفساً عميقاً بعد إغماض عينيك، وراقب نفسك، هذا النَّفس هو “أنتَ الحقيقي”.

الجذب السلبي للابراج مع عيسى ابن مريم Jesus
سبع خطوات للتخلص من الايجو مع عيسى ابن مريم Jesus
تابع قناتي على اليوتيوب الدكتور المعالج محمد علي عبدالله

Reactions

0
0
0
0
0
0
Already reacted for this post.

Reactions

Nobody liked ?

Your email address will not be published. Required fields are marked *

GIF